حرب أكتوبر.. دراما فى «قبضة النسيان»

مشهد من مسلسل «دموع فى عيون وقحة»

مشهد من مسلسل «دموع فى عيون وقحة»


تصوير :
آخرون

.smsBoxContainer-v1{
display: block;
text-align: center;
}
#NewsStory .news_SMSBox {

display: inline-block;
height: 50px;
padding: 0 15px;
text-align: center;
overflow: hidden;
border: 1px solid #c5c5c5;
width: auto !important;
margin: 10px auto 0;
background-color: #efefef;
}

.article .news_SMSBox {
margin-top: 45px;
padding: 0 10px;
overflow: hidden;
}

.news_SMSBox > p {
color: #cb0000;
margin-left: 5px;
max-width: 290px;
min-width: 50px;
font-size: 70% !important;
overflow: hidden;
margin: 0;

height: 50px;
line-height: 50px !important;
display: inline-block;
float:right;
}

.news_SMSBox > iframe {
float: none;
width: 275px;
display: inline-block;
height: 49px;
}

لاقتراحات اماكن الخروج

أفلام تُعد على أصابع اليد، وبضعة أعمال درامية محفورة فى وجداننا عن حرب أكتوبر، قدمها كبار النجوم على مدى 45 عاما، وتُعاد كل عام فى ذكرى الانتصارات، بشكل جعلها محفوظة عن ظهر قلب عاما بعد الآخر، دون أن تُقدم أعمالا جديدة، حيث يعتبرها المنتجون الحاليون مغامرة غير مربحة وغير مجدية، لن تحقق العائد منها، لتبقى أعمال مثل «أبناء الصمت، والعمر لحظة، والوفاء العظيم، وحتى آخر العمر، والرصاصة لا تزال فى جيبى» فى الذاكرة، بينما مرت حرب أكتوبر كمحاور ثانوية فى أعمال مثل «رأفت الهجان، ودموع فى عيون وقحة، والثعلب، وحرب الجواسيس» دون التركيز بشكل كبير على تناول تفاصيلها.

«المصرى اليوم» استطلعت فى هذا الملف آراء عدد من المتخصصين حول أسباب عزوف صُناع الدراما والسينما عن تقديم أعمال جديدة تتناول حرب أكتوبر، خاصة أن أجيالا متعاقبة لم تتابع تلك الأعمال وباتت لا تعرف شيئا عن تلك الانتصارات سوى أسطر من كتب التاريخ.

مشهد من فيلم «العمر لحظة»

المخرج محمد فاضل، يقول إن هذا الحديث السنوى الذى نتذكره فقط يوم 6 أكتوبر، ثم تمر السنة بـ355 يوما لننسى، ونعود مرة أخرى لنتذكر، مشيرًا إلى أن المشكلة ليست لدى الفنانين بل المشكلة فى الجهات المسؤولة التى توافق على الإنتاج والجهات التى يجب أن تقوم بالإنتاج.

وأضاف «فاضل»، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: «لا أعتقد أن هناك قطاعا خاصا حاليًا يعمل بالإنتاج الفنى التجارى لديه أى استعداد لعمل فيلم أو مسلسل عن حرب أكتوبر أو أى شىء من المشروعات القومية، فإذن هذا هو دور الدولة، مثل دور الدولة فى التعليم والصحة».

وتابع: «هناك نوع من الأعمال الفنية يجب أن تقوم بها الدولة، وكانت هناك محاولات كثيرة، أنا شخصيا بدأت محاولاتى سنة 77 لما كان فيه سيناريو عن الأستاذ جمال الغيطانى عن الشهيد البطل إبراهيم الرفاعى وحتى من 3 سنوات، وحاليًا أوقفت محاولاتى».

وواصل: «كانت هناك محاولات أخرى عن خطة الخداع الاستراتيجى عن كتاب للدكتور صلاح قبضايا، وكان سيناريو عاطف بشاى، ووقعنا عقودا مع جهاز السينما، ثم جاءت لنا الورقة من جهات مسؤولة تقول توقفوا عن هذا الفيلم».

وتساءل «فاضل»: «لماذا لا توجد أعمال عن دراما أكتوبر مش بس عن حرب أكتوبر، ولماذا لا توجد أعمال أخرى عن قناة السويس الجديدة، واستصلاح الأراضى، وأعمال الغاز، كل هذه أمور تستحق أعمالا فنية تعبر عنها، مثلا المدن الجديدة، فهذه دراما لوحدها تستحق أن تُقدم بأعمال درامية كثيرة لا حدود لها ولكن من يقدم».

وأكد فاضل أن القطاع الخاص «التجارى» لا يستطيع القدرة على إنتاج كل ذلك بمفرده.

قالت الناقدة ماجدة موريس، إن الدراما الوطنية بشكل عام التى تعتمد على مشاهد عسكرية وعلى قصص المفترض أن تحتاج لمراجعة أجهزة الأمن القومى والجيش، مشيرة إلى أن ذلك يحتاج لوقت طويل وتكلفة كبيرة.

وأضافت «موريس»، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: «موضوع تقديم أعمال لها علاقة بالحرب أصبح غير سهل، من قبل كان أسهل بكثير ووقتها قدمنا أفلاما مثل (الطريق إلى إيلات وناصر 56 وأيام السادات وأبناء الصمت وأغنية على الممر)، وكل هذه الأفلام أنتجت، وكانت الأمور بها تسهيلات أكثر من الآن، فحاليا التسهيلات أصبحت صعبة، فالشؤون المعنوية أعتقد أنها السبب على الرغم من احتياجنا الشديد لهذا النوع من الأعمال، فكانت هناك مسابقة نفذتها القوات المسلحة والدعوة كانت عبر التليفزيون، كان يُكتب أسفل الشاشة عن قصص البطولات القومية والمعارك المصرية».

وتابعت: «بالتأكيد أى عمل من النوع الوطنى فى أيدى الشؤون المعنوية أكثر، لأنها الوحيدة القادرة على أن تعطى تصاريح للتصوير فى أماكن معينة أو يخص الدخول للقوات المسلحة وإنتاج هذه الأعمال».

وأشارت «موريس»: «الأفضل أن يكون هناك نداء للشؤون المعنوية والقوات المسلحة والمنتجين والمجلس الأعلى للإعلام وغرفة صناعة السينما ونقابة السينمائيين، كل هؤلاء لابد أن يصلهم فعلا نداء أننا باحتياج لهذه النوعية من الأفلام».

عزت العلايلي – صورة أرشيفية

وقال الفنان عزت العلايلى إن غياب دراما حرب أكتوبر عن الشاشة تُسأل فيها المحطات الفضائية، مشيرًا إلى أنه لا توجد محطات تسأل عن ذلك حاليًا.

وأضاف «العلايلى»، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: «الفنون نجحت فى تعريف الأجيال الحديثة بالحرب ولكن هم من يُسألون عن ذلك، لأن كلا منهم شاهدها بشكل مختلف، ولكنى حاليًا أسأل نفسى سؤالا: لماذا قلّت واختفت الأعمال التى تقدم الحرب هذه الأيام».

إنعام محمد على – صورة أرشيفية

وقالت المخرجة إنعام محمد على إن الدراما التى قدمت حرب أكتوبر غابت عن الشاشة بسبب عدم إنتاج القطاع العام، مشيرة إلى أن القطاع الخاص فى الإنتاج أصبح لا يهتم بمثل هذه الأعمال. وتابعت: «فيلما جمال عبد الناصر وأيام السادات أنتجهما قطاع الإنتاج التابع لاتحاد الإذاعة والتليفزيون التابع للدولة، ولكن حاليا لا يوجد إنتاج، الدولة رفعت يديها عن مؤسسة السينما والثقافة، وهذا سبب غياب إنتاج الأعمال الوطنية عن الشاشة، وأصبح حاليًا المتسيد فى العرض المسلسلات الاجتماعية البوليسية». وواصلت: «المؤلفون معظمهم ورش وتغيرت، أما قديما كان الكُتاب لديهم رؤية وكانت لهم حرفة، لكن حاليًا اختفى هذا أيضًا».

وعن رأيها فى الأعمال التى قدمت عن الحرب: «نجحت هذه الفنون فى تعريف الأجيال، التى لم تشارك فى الحرب، بالتضحيات والبطولات لجنودنا، وأبسط رد فيلم (الطريق إلى إيلات) لدرجة أن بعض الناس تصورت أن هؤلاء الممثلين هم الناس الحقيقيون الذين قاموا بالمهمة، وهو دليل على إتقانهم ونجاحهم فى تقديم العمل، فالمخرج تكون له وجهة نظر كبيرة فى توجيه الفنان، يعنى مثلا فى مسلسل (أم كلثوم) مشهد موت جمال عبدالناصر، قلت للفنانة صابرين اسألى والدك ووالدتك كيف عاشا هذه اللحظة؟ وفعلاً نفذتها بالمشهد الذى ظهرت فيه وهى تقع من على الكرسى».

وقال الكاتب مجدى صابر، إن غياب دراما أكتوبر عن الشاشة بسبب أن الحرب لم تلاحقها الدراما، سواء التليفزيونية أو السينمائية، مشيرًا إلى أن كل الدراما التى أنتجت عملت على جزئية صغيرة.

وأضاف «صابر»، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: «الأفلام التى قُدمت كانت الحرب بها هامشية، ولم تتعمق فى الحرب ومدى استعداد الدولة المصرية والجيش، وما حدث من بطولات ليست عسكرية بل بطولات استخباراتية، لذلك أنا فى تصورى أن حرب أكتوبر ظُلمت ظلما بينا، والدراما لم تلاحقها فلم تصنع أعمالًا تليق بها، فهذه الحرب العظيمة كسرت ونسفت الكثير من النظريات العسكرية والقتالية حتى على مستوى الدول العظمى من حرب المدرعات والطيران والصواريخ والقتال على الأرض والمشاة، وأيضًا حرب عبور الموانع المائية أضخم مانع مائى فى التاريخ».

وعن سبب ندرة الأعمال هذه الأيام، قال: «لأن هذه الأعمال مكلفة جدا وتحتاج لأن تقف وراءها الدولة وليس المنتج الذى يريد أن يقدم مسلسلا بميزانية متوسطة كى يستعيد أمواله ويحقق الربح، فهذه الأعمال فى تصورى هى أعمال دراما وطنية تنوط بها أولًا الدولة التى تنفق عليها وهى التى تجهزها، وده يمكن كان بيحصل بشكل جزئى فى القطاعات الحكومية فى الإنتاج الدرامى، مثل قطاع الإنتاج وصوت القاهرة ومدينة الإنتاج الإعلامى، لكن حتى هذه القطاعات الحكومية تخلت عنها فأغلقت أبوابها، ولكن كل سنة نعود ونطرح السؤال للمرة الألف: لماذا لا توجد أعمال عن حرب أكتوبر السنة الماضية والسنة اللى قبلها والسنة اللى قبل قبلها؟ رديت عليهم وقولتلهم هاتيجوا السنة الجاية وأرد عليكوا بنفس الإجابة، زى بالضبط قضية أشرف مروان بأنه كان بطلا مصريا وكان عميلا مزدوجا، هل حد فكر ينتجله فيلم؟، هل خدع الإسرائيليين؟ وإسرائيل قالت إنه كان عميلا إسرائيليا خدع المصريين».

وعن استمرار عرض الأعمال القديمة حتى الآن، قال صابر: «لعدم وجود غيرها، لأننا فى كل مناسبة لا نجد غيرها لنذيعها، فهناك قصور فى الفكر وقصور فى فهم دور الإعلام، وقصور فى فهم دور القوة الناعمة، إحنا لهجتنا وصلت للعالم كله بعكس لهجات كثيرة، لأن الفيلم المصرى والأغنية المصرية والمسلسل المصرى وصلّها للعالم كله، مهما نسافر فى كل دولة نلاقيهم فاهمينا، فا إحنا وصلنا لهم بالفن والدراما والأغنية، وكل ذلك تحت القوة الناعمة، وقتها لم نحتلهم بالصواريخ، ولكن فرضنا وجودنا بالفن».

واستكمل: «ستعود هذه المكانة عندما يكون هناك وزير إعلام، ويوجد اهتمام بدور الإعلام ودور الفن والثقافة وتأثيرها فى المجتمع والعالم، أيضًا عندما يكون هناك إيمان بأهمية الدراما الوطنية، فنحن أمام تأريخ لأجمل وأكبر انتصار فى العصر الحديث للدولة المصرية لأولادنا وأحفادنا الذين لم يشاهدوا الحرب ولم يسمعوا عنها والتى بنينا فيها الوطنية والاعتزاز بالوطن، فحرب أكتوبر بعد 100 سنة ستكون مثل معركة عين جالوت، لذلك لابد أن تُؤرخ، ولو لم نقدمها سنكون مقصرين».

Leave a Reply