.smsBoxContainer-v1{
display: block;
text-align: center;
}
#NewsStory .news_SMSBox {
display: inline-block;
height: 50px;
padding: 0 15px;
text-align: center;
overflow: hidden;
border: 1px solid #c5c5c5;
width: auto !important;
margin: 10px auto 0;
background-color: #efefef;
}
.article .news_SMSBox {
margin-top: 45px;
padding: 0 10px;
overflow: hidden;
}
.news_SMSBox > p {
color: #cb0000;
margin-left: 5px;
max-width: 290px;
min-width: 50px;
font-size: 70% !important;
overflow: hidden;
margin: 0;
height: 50px;
line-height: 50px !important;
display: inline-block;
float:right;
}
.news_SMSBox > iframe {
float: none;
width: 275px;
display: inline-block;
height: 49px;
}
اشترك لتصلك أهم الأخبار
بين أبنية مدمرة، تشق جرافة صفراء طريقها لتتوقف أمام تلال من الركام تحجب الرؤية عما خلفها، قبل أن يبدأ سائقها برفع الأنقاض تدريجياً ونقلها إلى شاحنة قريبة فى أحد أحياء مخيم اليرموك فى جنوب دمشق، الشاهد على سنوات النزاع.
وتحول مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين خلال سنوات الحرب إلى رمز لمعاناة قل نظيرها، بعدما شكّل ساحة معارك بين أطراف عدة تناوبت السيطرة عليه، وتعرض لقصف عنيف وحصار محكم دفع سكانه إلى الفرار منه. فى أروقة المخيم الخالى من سكانه، يطغى مشهد الدمار على ما سواه، ولا يتردد فى أنحائه إلا ضجيج جرافات وشاحنات تتنقل بين شوارعه الضيقة، بعد نحو 5 أشهر من سيطرة القوات الحكومية عليه، إثر طرد تنظيم داعش الإرهابى منه.
ومنذ 3 أسابيع بدأت عملية إزالة الأنقاض من المخيم فى إطار خطة مشتركة بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة السورية، من المتوقع أن تستمر شهراً إضافياً.
ويقول المهندس محمود الخالد، 56 عاماً، عضو لجنة الإشراف على المشروع: «عندما دخلنا فى اليوم الأول كان المشهد مرعباً وصادماً للغاية، لكن الصورة بدأت تتضح بشكل أفضل بعدما باشرنا التنظيف».
ويوضح: «أزلنا 50 ألف متر مكعب من الأنقاض، وفتحنا كل الطرقات الرئيسية، والهدف التمهيد لإعادة إعمار المخيم وإعادة السكان إلى بيوتهم» فى مراحل لاحقة.
وأظهرت نتائج مسح أولى للأضرار الحاجة إلى إزالة 20% من أبنية المخيم بشكل كامل، بينما تحتاج 40% إلى أعمال ترميم وتدعيم، بينما البقية صالحة للسكن.
ويُعد مخيم اليرموك أكبر المخيمات الفلسطينية فى سوريا، وكان يعيش فيه قبل اندلاع النزاع 160 ألف شخص، بينهم سوريون، لكن الحرب التى وصلته فى 2012، مع سيطرة الفصائل المعارضة عليه وحصاره من جانب القوات الحكومية، ثم دخول تنظيم داعش إليه فى 2015، كل ذلك أجبر سكانه على الفرار داخل سوريا وخارجها.
وفى بداية 2014، نشرت الأمم المتحدة صورة تُعتبر حتى الآن من الصور الأكثر تعبيراً عن مآسى المدنيين فى سوريا، وتُظهر حشوداً ضخمة تخرج سيراً على الأقدام بين الأبنية المدمرة فى اليرموك فى انتظار الحصول على المساعدات.
ويكاد لم يسلم شارع أو حارة من الدمار جراء الغارات والقصف على المخيم، فهناك أدراج مُعلَّقة بأبنية، ومنازل لم يبْقَ منها سوى بضعة جدران أو أعمدة، وأخرى تحولت إلى تلال من الحجارة.
على نقطة أمنية عند مدخل المخيم، يضع جنود سوريون كمامات لتجنّب استنشاق الغبار المتصاعد من عملية إزالة الأنقاض، وفى الأزقة الضيقة ينهمك سائقو الجرافات فى رفع حجارة ضخمة وقضبان حديد ملتوية، بينما تغادر شاحنات تباعاً لإفراغ حمولتها.
يشير «الخالد»، ابن مخيم اليرموك، إلى منزله المتضرر، ثم مكتبه المدمر وبيوت عائلته، ويقول: «أعرف كل زاوية فى المخيم.. هنا ترعرعتُ وكبرت، وأنا متفائل بعودته» إلى سابق عهده.
وتضع دمشق إعادة الأعمار على سلم أولوياتها، وكرر الرئيس بشار الأسد مراراً أن بلاده ستعتمد على دعم «الدول الصديقة» فى إعادة الإعمار، فى وقت قدّرت فيه الأمم المتحدة كلفة الدمار الذى لحق بسوريا منذ 2011 بنحو 400 مليار دولار. ولم تتضح الخطوات المقبلة التى ستلى عملية إزالة الأنقاض من الشوارع.