«قلما».. على طريق الموت

مزلقان - صورة أرشيفية

مزلقان – صورة أرشيفية


تصوير :
المصري اليوم

.smsBoxContainer-v1{
display: block;
text-align: center;
}
#NewsStory .news_SMSBox {

display: inline-block;
height: 50px;
padding: 0 15px;
text-align: center;
overflow: hidden;
border: 1px solid #c5c5c5;
width: auto !important;
margin: 10px auto 0;
background-color: #efefef;
}

.article .news_SMSBox {
margin-top: 45px;
padding: 0 10px;
overflow: hidden;
}

.news_SMSBox > p {
color: #cb0000;
margin-left: 5px;
max-width: 290px;
min-width: 50px;
font-size: 70% !important;
overflow: hidden;
margin: 0;

height: 50px;
line-height: 50px !important;
display: inline-block;
float:right;
}

.news_SMSBox > iframe {
float: none;
width: 275px;
display: inline-block;
height: 49px;
}

اشترك لتصلك أهم الأخبار

«طريق الموت».. كما يسمّيه أبناء قرية «قلما» التابعة لمركز قليوب، فمع إشراق كل يوم يشيّع الأهالى أحد ضحايا الطريق إلى مثواه الأخيرة، حيث أصبح الطريق الزراعى السريع شبحًا يطارد حياتهم ليل نهار، بعدما أخلفت محافظة القليوبية بوعدها لهم، وتوقفت عن إنشاء كوبرى طولى على غرار كوبرى قها العلوى عند منطقة المرور، ليرحمهم من رى الإسفلت بدمائهم.

مئات الأهالى وطلاب المدارس وعربات الكارو وسيارات وعمّال التراحيل والفلاحين الكادحين والموظفين، يعبرون يوميًا مزلقان السكة الحديد من الشرق إلى الغرب والعكس، ينتظرون عزرائيل- على حد تعبيرهم- واصفين حالهم: «ملناش أى لازمة عند المحافظة والمسؤولين.. فأكثر من 70% من منازل القرية تقع فى الشرق».. هنا قرر الجميع تغيير اسم القرية إلى «مصيدة الموت».

«الحكاية بدأت منذ 20 عامًا»، كما يقول محمود خليفة، أحد سكان القرية، مؤكدًا أن الأهالى طالبوا بإنشاء كوبرى علوى على الطريق الزراعى السريع، وتقدّموا بطلبات عديدة إلى المسؤولين ونواب الدائرة قبل وبعد ثورة 25 يناير، لكنهم كانوا يحصلون فقط على وعود دون جدوى، لتمر السنين دون اهتمام بأرواح الناس التى تُزهق ليل نهار على هذا الطريق.

ويضيف «خليفة»: «نظمنا وقفات احتجاجية كثيرة على الطريق.. وعطلنا حركة المرور كثيرًا وفى كل مرّة يأتى مسؤول من المحافظة، يطالبنا بفك الإضراب وسيتم تنفيذ مطالبنا، وكالعادة نسمع الكلام ونعود إلى بيوتنا، لكن تذهب الوعود أدراج الرياح، ورغم أننا قدمنا أيضًا طلبات عديدة إلى أعضاء مجلس النواب خلال 5 دورات ولم يتحرك أحد.. وحالنا كما هو نشيّع كل يوم جنازة أحد الأهالى الذى يسقط صريعًا تحت عجلات السيارات أو القطارات، آخرها منذ يومين، حيث سقط ضحية بعدما صدمته إحدى السيارات الطائشة، ونُقل إلى المستشفى مصابًا بكسر بقاع الجمجمة ونزيف بالمخ».

وأشار إلى أن أهالى القرية استبشروا خيراً فى شهر يونيو الماضى، عندما تم عرض الأمر على اللواء محمود عشماوى، محافظ القليوبية، والذى بدوره قام بوضع حجر الأساس لإنشاء الكوبرى الطولى على الطريق، برفقة اللواء عادل ترك، رئيس الهيئة العامة للطرق والكبارى، وتم رصد ميزانية 150 مليون جنيه لشركة النيل العامة للطرق والكبارى، ولكن مر عام كامل، ولم يتغير أى شىء.

ويقول عماد سعيد، أحد السكان، إن الشركة التى ستتولى الإنشاء أزالت الجزيرة الوسطى من الطريق فى المسافة التى سيتم إنشاء الكوبرى فيها أمام القرية، كما تم عمل مجسات للتربة، وبعد ذلك توقف العمل تمامًا ومرّ عام كامل وأكثر لم يعرف الأهالى سبب التوقف، رغم أن القرية يسكنها نحو 60 ألف مواطن، علاوة على وجود عزبتين تابعتين لها، تقعان فى الجهة الغربية.

ويوضح أيمن أفندى، من الأهالى، أن القرية سقطت من حسابات المسؤولين، ورغم قيام السكان بإرسال برقيات واستغاثات للمحافظ والنواب، لكنها ذهبت أدراج الرياح، مستدركًا: «الطريق يتعطل يوميًا، خاصة وقت الذروة بسبب خروج أو دخول سيارات للقرية والخدمة الأمنية على مدخل القرية تبذل قصارى جهدها، ورغم ذلك تقع حوادث يروح شباب وأطفال وشيوخ ضحايا لها».

وأرجع البعض أسباب توقف المشروع وأعمال الكوبرى إلى 3 أسباب، منها وجود معرض لأحد رجال الأعمال بمدخل القرية، وإنشاء الكوبرى سيؤدى إلى حجب المعرض تمامًا وتقليل مبيعاته، وأنه تدخل لوقف هذا المشروع، فضلًا عن وجود محطة وقود سيارات يملكها «رجل أعمال عربى» وله أسهم كثيرة فى شركات بترول مصرية، ما دفعه للتدخل، خاصة أن امتداد الكوبرى الطولى سيؤدى إلى صعوبة دخول وخروج السيارات إلى المحطة، أمّا السبب الثالث، فتبين بعد رفع المساحة التى سيتم عمل الكوبرى عليها، أنه سيدخل ضمن أرض ملك لهيئة المساحة، وهنا حدث تداخل فى الاختصاصات لحين فصل الحدود.

ومن جانبه، أكد الدكتور علاء عبدالحليم، محافظ القليوبية، أنه تلقى شكاوى من الأهالى بالتزامن مع وقوع حادث تصادم أمام القرية على الطريق الزراعى، وراح ضحيته شخصان من القرية، لافتًا إلى أنه استفسر عن مشكلة توقف العمل فى الكوبرى، وتبين أنه بسبب وجود كابل معلومات خاص بمنطقة عسكرية يمر بمنطقة الأعمال.

وأضاف أن جميع المخاطبات التى قام بها المحافظ السابق مع الشركة المنفذة، كانت شفوية، وليست كتابية، مشيرًا إلى أنه أرسل مخاطبة مكتوبة لإحدى الجهات العسكرية، للاستفسار عن مدى توقف الأعمال، للبت فى مسألة «الكابل»، وسيتم استئناف العمل فور ورود الرد.

والتقى اللواء رضا طبلية، مدير الأمن، عددا من أهالى القرية- على خلفية شكاوى واستغاثات أرسلوها لمديرية الأمن، بشأن سقوط قتلى ومصابين يوميًا على الطريق الزراعى، مشددًا على أنه سيتم تحسين الإنارة والإضاءة على الطريق بطول القرية، بالتنسيق مع محافظة القليوبية ومجلس مدينة قليوب، بوضع كشّافات عالية الإضاءة ليلًا لتفادى وقوع أى حوادث وحتى تستطيع سيارات القرية الخروج والدخول بسلام.

وكلّف «طبلية» اللواء نبيل عدلى، مدير الإدارة العامة للمرور، بوضع إشارات مضيئة ليلًا فى المنطقة أمام الخارجين من القرية، وكذا فى الجزيرة الوسطى، لإجبار السائقين على التهدئة فى هذا المكان حتى يتم إعطاء الفرصة لدخول القرية والخروج منها، إضافة إلى تكثيف التواجد المرورى والأمنى ووضع رادارات على مسافات من القرية على الطريق فى الاتجاهين، إلى جانب تزويد الخدمة الليلية فى كمين المرور الدائم بمدخل القرية على الطريق، لتكون 24 ساعة متواصلة، حرصًا على سلامة المواطنين.

وطالب بسرعة وضع «بلدورات» على مسافة 800 متر فى الجزيرة الوسطى بين الطريقين المتجهين من وإلى القاهرة أمام مدخل «قلما»، وترك فتحة دخول وخروج للمشاة والسيارات فقط، أمامها مباشرة.

وشهدت قرية قلما قبل 4 أيام، مصرع شخصين فى وقت واحد أثناء عبورهما الطريق السريع، ووعد مدير الأمن، بالتواصل مع محافظ القليوبية، لإرسال مخاطبات لوزارة النقل، ومعرفة أسباب وقف العمل بالكوبرى، والعمل على تذليل العقبات أمامه.

Leave a Reply