كشف الدكتور خالد جودت، أستاذ الجراحة بطب عين شمس ورئيس الرابطة العربية لجراحات السمنة المفرطة، عن إجراء 30 ألف حالة جراحة سمنة مفرطة بمصر سنويا، مشيرًا إلى أنه تم إدخال تعديلات على عملية تحويل المعدة، في ابتكار جديد لمنع عودتها للتمدد ومن ثم زيادة الوزن مرة أخرى.
وأوضح «جودت»، خلال المؤتمر الـ13 للجمعية المصرية لجراحة السمنة والذي يُعقد بالاشتراك مع المؤتمر الأول للجمعية العربية لجراحات السمنة، أن تطورات كثيرة خلال الـ ٥٠ عاما الماضية شهدتها جراحات السمنة، وأصبحت هناك أنواع كثيرة لها، من بينها تدبيس المعدة، وقص وتكميم المعدة، وتحويل المعدة، وتتفاوت تلك الجراحات في نسب النجاح والفشل.
وتابع: نظرا لأنه بعد سنوات من الجراحة ينتهي العديد من المرضى بالعودة لزيادة الوزن مرة أخرى، حيث سجلت إحصاءات الولايات المتحدة زيادة عدد حالات إعادة الجراحة بسبب الجراحات الفاشلة بنسبة ٣٠٠٪، مما يضطر المريض للجوء إلى الجراحة مرة أخرى، لذا يركز المؤتمر هذا العام على الجديد لتجنب فشل جراحات زيادة الوزن سواء بسبب نوع الجراحة، أو بسبب عدم مهارة الطبيب القائم عليها، وكذلك طرق إعادة الجراحة لعلاج فشل الجراحة الأولى.
وأضاف أن جراحات تحويل مسار المعدة احتلت المركز الأول لعلاج السكر عام 2017، نظرا لقدرتها على شفاء الأمراض المصاحبة للسمنة المفرطة، وعلى رأسها مرض السكر بنسبة ٨٠٪ شفاء تاما، مما يجنب المرضى المضاعفات الخطيرة المحتملة للمرض، ومن بينها الفشل الكلوي، وغرغرينا القدم السكرية والسكتات الدماغية وجلطات المخ والقلب .
وكشف «جودت» عن عدم فهم الجراحين طريقة عمل الجراحة التي أجروها وراء عودة المريض لزيادة الوزن بعد عدة سنوات، وقد زادت شعبية جراحة تكميم المعدة عند عدد كبير من الجراحين نظرا لسهولة إجرائها وليس لحسن نتائجها.
وخلال المؤتمر الذي شارك فيه 500 جراح من مختلف دول العالم، تم الإعلان عن نتائج بحث علمي يؤكد أن جراحات تكميم المعدة قد تؤدى إلى تغيرات ما قبل السرطان بالمرىء مما يعرف بـ «مرىء باريتس»، وهي حالة تحدث نتيجة التهابات وارتجاع المرىء المزمن، وإذا تركت بدون علاج فقد يحدث التغيير إلى سرطان المرىء. وأشار البحث إلى أنه بعد 5 سنوات من تكميم أو قص المعدة أصيب 17.2٪ من المرضي بمرىء باريتس، وأن ٧٤٪ أصيبوا بارتجاع المرىء.
وأكد أن هناك تصورا خاطئا عند بعض المرضي بأن تحويل المعدة يكون مصحوبا بالقيء، وهذا غير صحيح، مشيرا إلى أن تناول الطعام بعدها مريح وبدون قىء، كذلك يظن الناس أن تحويل المعدة تكون مصحوبة بالإسهال وعدم الامتصاص، وهذا أيضا غير صحيح، حيث إن المريض يمتص كل الغذاء والسعرات التي يأخذها عدا بعض الفيتامينات، التي يقل امتصاصها، ولذلك نأخذ الفيتامينات بالفم بعد الجراحة.
وأوضح الدكتور علاء عباس، أستاذ جراحة الجهاز الهضمي والمناظير بطب عين شمس ورئيس الجمعية المصرية لجراحات السمنة المفرطة، أن هناك طرقا عديدة لعلاج فشل تكميم أو قص المعدة، وشرح خبرة طب عين شمس في تعديل جراحة التكميم إلى جراحة سادي لتقليل امتصاص الغذاء.
وأشار إلى أن أسباب الانتشار الواسع لجراحات تحويل مسار المعدة تعود إلى تمتعها بـ ٤ مميزات رئيسية، وهي: الفاعلية العالية في إنقاص الوزن، ونجاحها المتميز في مرحلة تثبيت الوزن ودرجة الأمان العالية، وقدرتها على الشفاء من الأمراض المصاحبة للسمنة كارتفاع مستوى السكر بالدم وارتفاع ضغط الدم ومشاكل العمود الفقري والمفاصل وتوقف التنفس المفاجئ أثناء النوم، كذلك تحدث عن استعمال جراحة سادي الإسبانية لعلاج مرض السكر.