أشهر الخطب فى التاريخ: خطبة مصطفى كامل فى الإسكندرية ضد الاحتلال الإنجليزى


مصطفي كامل ، الكاتب و الزعيم السياسي المصري و مؤسس الحزب الوطني و جريدة المؤيد .
 - صورة أرشيفية

مصطفي كامل ، الكاتب و الزعيم السياسي المصري و مؤسس الحزب الوطني و جريدة المؤيد .
– صورة أرشيفية


تصوير :
other

.smsBoxContainer-v1{
display: block;
text-align: center;
}
#NewsStory .news_SMSBox {

display: inline-block;
height: 50px;
padding: 0 15px;
text-align: center;
overflow: hidden;
border: 1px solid #c5c5c5;
width: auto !important;
margin: 10px auto 0;
background-color: #efefef;
}

.article .news_SMSBox {
margin-top: 45px;
padding: 0 10px;
overflow: hidden;
}

.news_SMSBox > p {
color: #cb0000;
margin-left: 5px;
max-width: 290px;
min-width: 50px;
font-size: 70% !important;
overflow: hidden;
margin: 0;

height: 50px;
line-height: 50px !important;
display: inline-block;
float:right;
}

.news_SMSBox > iframe {
float: none;
width: 275px;
display: inline-block;
height: 49px;
}

اشترك لتصلك أهم الأخبار

بعد الثورة العرابية ومجىء الاحتلال أصاب المصريون بعض الخمول، إلى أن ظهر مصطفى كامل الذى كان متحمسا لقضية تحرير بلاده من الاحتلال الإنجليزى فأخذ يستغل علاقاته فى الداخل والخارج ويبعث المقالات إلى الصحف الفرنسية ويدافع عن قضية مصر بالخطب ليستنهض الهمم ويفضح الاحتلال وبشاعته، ومن الخطب الحماسية التى ألقاها خطبته فى الإسكندرية عام ١٨٩٧ التى ألهب فيها مشاعر المصريين وفضح الخونة عملاء الاحتلال.

قال: «سادتى وأبناء وطنى الأعزاء إنى بفؤاد ملأه الفرح والسرور أقف الليلة أمامكم متكلما عن شؤون الوطن المحبوب ومصالحه. فكل اجتماع وطنى تذكر فيه مصر ويطالب بحقوقها ويعلن أبناؤها إخلاصهم لها هو فى الحقيقة مرهم لجراحها ودواء لدائها. فاذكروها ما استطعتم. فإن فى ذكراها ذكرى آلامها وذكرى الآلام يجر حتما إلى ذكر عوامل الشفاء. اذكروها كما يذكر الولد الحنون أمه الشفيقة وهى على سرير المرض والعناء. اذكروها بآلامها وإن كان غيركم يذكر بلاده بمجدها ورفعة شأنها. اذكروها فإنكم ما دمتم مقدرين لمصائبها عارفين بحقيقة آلامها دام الأمل وطيدا فى سلامتها ودام الرجاء.

اذكروها فمن المستحيل كذلك أن يكون الوطن فى خطر ونحن نيام. وأن يعمل الأجنبى لامتلاك بلادنا وسلب حياتنا بل لاستعبادنا واسترقاقنا ونحن جامدون لا عمل ولا حراك. ألقوا أيها السادة بأنظاركم قليلا إلى الأمم الحرة تجدون كل فرد فيها يدافع عن وطنه ويذود عن حوض بلاده أكثر من دفاعه عن أبيه وأمه بل هو يرضاهما ضحية للوطن ويرضى نفسه قبلهما قربانا يقدمهما لإعلاء شأن بلاده. ويعد الموت لأجل الوطن حياة دونها الحياة البشرية ووجودا دونه كل وجود. فلم لا يكون المصرى على هذا الطراز ووطنه أجمل الأوطان وأحقها بمثل هذه المحبة الشريفة الطاهرة.

اسألوا التاريخ أيها السادة ما واجب أمة دخل الإنجليز ديارها خدعة وعملوا لامتلاكها وسلبها كل سلطة وكل قوة. يجيبكم التاريخ إن واجب أمة هذا شأنها أن تعمل بكل ما فى استطاعتها ضد مغتصبها وأن تبذل فى سبيل خلاص وطنها كل ما تمتلك من مال ورجال. كل احتلال أجنبى هو عار على الوطن وبنيه. العار واجب أن يزول. ولست أقصد بهذا الكلام أن أسألكم باسم الوطن إعلان ثورة دموية ضد محتل البلاد. كلا ثم كلا. إن أقل الناس إدراكا لمصلحة مصر يعلم علم اليقين أنها منافية لكل ثورة وكل هيجان. وإنما أسألكم أن تعملوا بكل الوسائل السلمية على استرداد الحقوق المسلوبة منكم وأن تعملوا لأن تحكم البلاد بأبناء البلاد. نعم إنى أعلم أن الاحتلال قوى السلطة عظيم الرهبة شديد العقاب.

وأن العمل ضده موجب للعذاب مسبب للفقر والفاقة. ولكن فى الرضى بالاحتلال الخيانة والعار. وفى العمل ضد الاحتلال الشرف والفخار. فيا ذوو النفوس الأبية ويا ذوو الضمائر الحية. اطلبوا الشرف ولو مع الفقر. اخدموا الوطن ولو أسقطت على رؤوسكم الصواعق. كونوا مع مصر إن سعيدة فسعداء وإن تعيسة فتعساء. قولوا لعدوها فى وجهه: أنت عدو لنا.

ولصديقها: أنت صديق لنا. لا تحبوا من يرميها بنبال الموت بل امنعوه عنها إن قدرتم. ثم ردوها فى صدر راميها إن استطعتم. وإن لم تستطيعوا فكونوا معها لا مع المعتدين. وإن لمصر غير المحتلين أعداء آخرين هم آلات الاحتلال. آلات الفساد. فإن ذكرتم الأعداء فاذكروا الخونة فهم ألد الأعداء. وأى الأعداء هم. أولئك الذين أنكروا الوطن والوطنية. وائتمنوا على مصالح الأمة فعرضوا بها للدمار. أولئك الذين أبرتهم مصر فقابلوا برها بالسوء وصاروا اليوم فى أيدى المحتلين ضد الوطن العزيز.

Leave a Reply