قمة إسطنبول حول سوريا.. حماية هدنة هشة في غياب الضامن الإيراني (تقرير)

رجب طيب أردوغان وإيمانويل ماكرون وفلاديمير بوتين وميركل - صورة أرشيفية

رجب طيب أردوغان وإيمانويل ماكرون وفلاديمير بوتين وميركل – صورة أرشيفية


تصوير :
المصري اليوم

.smsBoxContainer-v1{
display: block;
text-align: center;
}
#NewsStory .news_SMSBox {

display: inline-block;
height: 50px;
padding: 0 15px;
text-align: center;
overflow: hidden;
border: 1px solid #c5c5c5;
width: auto !important;
margin: 10px auto 0;
background-color: #efefef;
}

.article .news_SMSBox {
margin-top: 45px;
padding: 0 10px;
overflow: hidden;
}

.news_SMSBox > p {
color: #cb0000;
margin-left: 5px;
max-width: 290px;
min-width: 50px;
font-size: 70% !important;
overflow: hidden;
margin: 0;

height: 50px;
line-height: 50px !important;
display: inline-block;
float:right;
}

.news_SMSBox > iframe {
float: none;
width: 275px;
display: inline-block;
height: 49px;
}

اشترك لتصلك أهم الأخبار

عقد قادة تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا، السبت، قمة حول سوريا في إسطنبول تهدف إلى تعزيز الهدنة الهشة في إدلب والتحرك باتجاه انتقال سياسي.

وانعقدت القمة بمشاركة رؤساء تركيا، رجب طيب أردوغان، وروسيا فلاديمير بوتين، وفرنسا إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في قصر «وحد الدين» بالشطر الآسيوي من إسطنبول واستمرت ساعتين و45 دقيقة.

في خلال شهرين تعد تلك القمة الثانية التي تحدد مصير سوريا ولا يجري دعوة إيران الضامن لاتفاق أستانة بجانب أنقرة وموسكو، وسبق ذلك عدم مشاركة طهران في اجتماع سوتشي سبتمبر الماضي والذي على إثره اتفق بوتين وأردوغان على إنهاء احتمالية نشوب حرب في إدلب.

يقول هانى سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات «إن هناك مؤشرات تشير إلى استبعاد إيران من المشهد السوري بالتوازي مع رغبة روسية لتحجيم جميع الفاعلين في الملف السوري بما فيهم إيران وبالتزامن مع ضغوطات إسرائيلية لإخراج إيران من سوريا خاصة في الجنوب السوري».

ويرى مصطفى كمال الباحث مساعد بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن عدم دعوة إيران للقمة يأتى في سياقين الأول تطبيق مبدأ العزلة لإيران لتحجيم دورها الإقليمي، والثاني للضغط على النظام لتقديم التنازلات وإضعاف موقفه.

ويرى الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن عدم مشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في القمة الرباعية سببها أن «الاهتمام الأمريكي بالملف السوري محدود وبالتالى لا تريد أن يكون عليها أي التزام بشأن إعادة إعمار سوريا، فضلا عن أن ترامب مشغول الانتخابات التجديد النصفي الكونجرس، وبالتالى يصعب أن يوفد مبعوث بمرتبة أدنى خاصة أن الاجتماع على مستوى قمة، والسبب الأخير يكمن في أن العلاقات التركية الأمريكية لم تستعيد كامل عافيتها» وأضاف أن الإفراج عن القس الأمريكي أندرو برانسون أدي لتحسن في العلاقة لكن ما زال هناك شوائب بين الطرفين.

وأصدر زعماء روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا بيانا مشتركا في ختام القمة حول سوريا وأكدوا دعمهم لسيادة ووحدة البلد، والالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة في جهود تسوية الأزمة مع رفض الأجندات الانفصالية التي تهدد سيادة ووحدة سوريا والأمن القومي للدول المجاورة ، والتأكيد على أن حل الأزمة السورية لن يكون عسكريا، وتأكيد أهمية تهيئة الظروف المناسبة للعودة الآمنة والطوعية للنازحين واللاجئين إلى أماكنهم الأصلية، وحماية العائدين من الزج بهم في صراع مسلح، ومن الاضطهاد السياسي أو الاعتقال التعسفي، وتوفير البنية التحتية للعائدين.

وشدد البيان الختامي على وقف إطلاق نار شامل في سوريا ومواصلة العمل المشترك ضد الإرهاب حتى القضاء التام على تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» والأفراد والجماعات والتنظيمات التي لها صلة بـ«القاعدة» أو «داعش» وغيرها التي يصنفها مجلس الأمن الدولي إرهابية.

ويرى محمود جمال عبدالعال الباحث في المركز العربي لبحوث والدراسات أن الحرب الأهلية السورية انتقلت إلى مرحلة جديدة تتيح فرصًا للقوى دولية وإقليمية مشيرا إلى أن التوافق التركي الروسي لا يمكن فصله عن سياسة جني المكاسب.

ويضيف أن الطرف الروسي لا يشعر بالراحة تجاه وجود جماعات متطرفة في إدلب ودائمًا ما يدعو أنقرة لتكون أكثر حسمًا وحزمًا تجاه هذه الجماعات، وأنشطتها التي تستهدف مصالح موسكوـ ومن جهة أخرى تسعى طهران لدفع النظام السوري لكسر إتفاق «خفض التصعيد» في إدلب.

من جانبها ترى نورهان الشيخ أستاذة العلوم السياسية «أن روسيا تسعى لترتيب الأوضاع بِشأن إنهاء ملف إدلب خاصة بعد المدة التي أتاحتها روسيا لتركيا لتقوم بإنشاء منطقة منزوعة السلاح بين قوات النظام السوري والمعارضة».

يقضي الاتفاق بإنشاء منطقة منزوعة السلاح وخروج المسلحين ابتداء من 15 أكتوبر المقبل على طول خط التماس بين الجيش السوري وفصائل المعارضة المسلحة بطول 15 إلى 20 كيلومترا، ونزع الأسلحة الثقيلة من دبابات وصواريخ ومدافع هاون من الجماعات الموجودة بالمنطقة، على أن تراقب وحدات من الشرطة العسكرية الروسية والتركية المنطقة منزوعة السلاح.

وتابعت «الشيخ» «أن الموقف الروسي قريب من الموقف الإيراني ميدانيا فيما يخص الوضع في إدلب من وجوب طرد الإرهابيين منها» لافته «إلى أن الحل السياسي مرتبط بالموقف الميدانى وبالتالى مستقبل الحل السياسي مرهون بحسم ملف إدلب والأوراق التي يمتلكها أطراف التفاوض في الصراع»

وأضافت «الشيخ» «بالنسبة للطرف الأوروبي فالأمر يعد مزعج بالنسبة للأوروبيين خوفا من حدوث هجرة للعناصر الإرهابية إلى الداخل الأوروبي»

ويرى بهاء محمود، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية الاستراتيجية، «أن الموقف الأوروبي ضعيف في تلك القمة فعمليا لا يمتلك قوة على الأرض مشيرا أن ألمانيا لا تملك سوى 200 جندي في سوريا، وأن الموقف الأوروبي سياسيا لم يثبت أقدامه بعد ولم يبنى حليف قوى في أطراف الصراع السوري فمن جهة سياسية تتقارب مواقفة مع المعارضة لكن ميدانا تتقاطع مصالحة مع قوات سوريا الديمقراطية التي بدت في الفترة الأخير تميل تجاه النظام السوري»

وتابع «لكن روسيا تعمدت أن تشرك دول غربية في القمة لإظهار الأمر بشكل اجماع دولى أي كنوع من الشرف الدبلوماسي لكنه أكد أن الطرف الأوروبي لا يملك أوراق ضغط، أن الأوساط الأوروبية تريد أن يكون لها دور في مشاريع إعادة الإعمار، أما فيما يتعلق بمستقبل الدولة السورية وسبل الخروج من الأزمة فالمحدد الوحيد هو الوضع الميدانى وبالتالى لا توجد فرض حقيقية للسلام إلا بعد انتهاء الحرب وبشروط بشار الأسد الأكثر سيطرة على الأراضي»

وأضاف «أن الأوروبيين يخافون من السيطرة الروسية على سوريا خاصة بعد اكتشافات الغاز الأخيرة في شرق المتوسط»

وفيما يخص احتمالية حدوث كارثة إنسانية تهدد أمن أوروبا القومي رأى الباحث في مركز الأهرام «أن أوروبا تستخدم خطاب إعلامى مضلل يسعى لعرقلة انتصارات الجيش السوري» معللا أن الحديث عن الكوارث الإنسانية لا يأتى إلا بالتزامن مع انتصار يحققه النظام السوري.

ويسعى دي ميستورا -الذي سيتخلى عن منصبه في نهاية نوفمبر إلى تشكيل اللجنة التي يفترض أن تعمل على إعداد دستور جديد للبلاد على أن تتشكل من 150 شخصا 50 يختارهم النظام، و50 للمعارضة، و50 تختارهم الأمم المتحدة من ممثلين للمجتمع المدني وخبراء، وترفض دمشق بشكل خاص اللائحة الأخيرة التي تختارها الأمم المتحدة.

يقول محمود «إن اعتراض النظام السوري على ذلك المقترح أتى من تخوفهم من تكرار السيناريو اللبناني وهو أن تكون قوى خارجية ساهمت في كتاب الدستور فالدستور صناعة محلية بحتة، وبالتالى لا يجوز لأي طرف خارجي مهما كان أن يتدخل في صياغة الدستور»

ويرى مصطفى كمال أن إعلان دميستورا الرحيل من منصبة نهاية الشهر المقبل يضعف من روح التعاون بين الأطراف ويجعلهم يتصرفون على أن وجود دميستورا مسألة وقت ما يعنى أننا نسير في إطار إدارة للأزمة وليس حل للأزمة.

ولم يتوقع «كمال» أن تنجح القمة في ملف صياغة الدستور خاصة أن كل طرف سيتشبث بوجه نظرة و«خاصة أن طرح فكرة أن يكون بشار على رأس مرحلة انتقالية غير محبذة لأطراف المعارضة، والتي تتلقى دعم من قوى خارجية»

واعتبر «كمال» أن تلك القمة تعد الفرصة الأخير لأطراف الصراع لإنجاز شيء في الملف السوري، يتضمن وضع مسودة أولية لعمل مسوردة الدستور وفترة انتقالية وانتخابات.

ولم يتوقع سليمان أن تسفر القمة عن نقلة نوعية في مسار الحل السياسي مضيفا أن المسألة السورية معقدة ومتشابكة وتتكون من أمور ممتدة وتوقع أن تقتصر النقاشات على مسألة متعلقة بالقضايا الأمنية في إدلب والتأكيدعلى إدارة بعض المناطق ومناقشة الخلاف حول حصة الأمم المتحدة في لجنة تأسيس الدستور.

لكنه رأي «أن أي خطوة في طريق السلام وحل الصراع تعد خطوة على الطريق الصحيح»

Leave a Reply