.smsBoxContainer-v1{
display: block;
text-align: center;
}
#NewsStory .news_SMSBox {
display: inline-block;
height: 50px;
padding: 0 15px;
text-align: center;
overflow: hidden;
border: 1px solid #c5c5c5;
width: auto !important;
margin: 10px auto 0;
background-color: #efefef;
}
.article .news_SMSBox {
margin-top: 45px;
padding: 0 10px;
overflow: hidden;
}
.news_SMSBox > p {
color: #cb0000;
margin-left: 5px;
max-width: 290px;
min-width: 50px;
font-size: 70% !important;
overflow: hidden;
margin: 0;
height: 50px;
line-height: 50px !important;
display: inline-block;
float:right;
}
.news_SMSBox > iframe {
float: none;
width: 275px;
display: inline-block;
height: 49px;
}
اشترك لتصلك أهم الأخبار
انتشر كثير من الأكاذيب «الفكرية» التى غرسها الرجل الأبيض ضد الشعوب صاحبة الحضارات، منها الحضارة المصرية، فى محاولة لطمس الثقافة والتاريخ، ومن بين هذه الأكاذيب ما روجوه عن نشأة الفكر الفلسفى فى بلاد اليونان، فى حين أن الحقيقة التاريخية تؤكد أن اليونانيين تعلموا فى معابد أو جامعات العلم والفن والفكر الفلسفى فى مصر القديمة.
من هذا المنطلق، فند المفكر الأمريكى جورج جيمس فى دراسته النقدية التى نشرها تحت عنوان «التراث ص» هذه المزاعم ورد الحق التاريخى لأصحابه، ورد الريادة الفكرية منذ فجر التاريخ لقدماء المصريين.. بدأ المفكر فى الكشف عما سماه «نظام الأسرار المصرى»، والذى وصفه بأنه أول مذهب عن الخلاص، والذى يرى أن جسد الإنسان سجن النفس التى يمكن أن تتحرر من قيودها البدنية، وذلك عن طريق التمرس على فروع المعرفة من فنون وعلوم، وبذا ترتقى وتسمو من مستوى الوجود الفانى إلى مستوى إلهى خالد.
ونبه إلى أن نظام الأسرار المصرى يتوخى السرية، وكانت العضوية فيه رهن المبادرة الشخصية والتعهد بالحفاظ على السرية، حيث يتلقى المؤمن أو المريد المبتدئ التعاليم شفاهة، وتتدرج هذه التعاليم وفق مراتب متصاعدة، بينما طور المصريون فى ظل ظروف السرية والتكتم هذه نظما سرية للكتابة والتعليم، وحظروا على أعضائها تدوين ما يتلقونه.
أكد الكاتب أن اليونانيين استطاعوا الدخول لأول مرة عن طريق الغزو الفارسى لمصر، ثم عن طريق غزو الإسكندر الأكبر، ومن ثم فإن اليونانيين القدماء منذ القرن السادس ق.م حتى موت أرسطو 322 ق.م استثمروا إلى أقصى حد الفرصة التى أتيحت لهم لتعلم كل ما يستطيعون تعلمه من الثقافة المصرية، وتلقى غالبية التلاميذ تعاليمهم مباشرة من الكهنة المصريين.
ولفت الكاتب إلى أنه تم نهب وسلب المعابد والمكتبات الملكية عقب غزو الإسكندر لمصر، وحولت مدرسة أرسطو مكتبة الإسكندرية إلى مركز أبحاث، فبدأ فى تنفيذ خطة اغتصاب الفلسفة المصرية على يد أعضاء مؤسسته، ولهذا لا غرابة إذ يتأكد لنا أن الإنتاج الوفير على نحو استثنائى وغير مألوف من الكتب المنسوبة إلى أرسطو أمر مستحيل تماما من حيث القدرة الطبيعية طوال حياة فرد بذاته.
وأكد الكاتب أن تاريخ أرسطو أساء إليه أكثر مما نفعه، إذ حرص على تجنب أى إشارة إلى زيارته لمصر سواء لحسابه الخاص أو فى صحبة الإسكندر حين غزاها، فإخفاء هذا التاريخ يثير الشك فيما يتعلق بحياة أرسطو وإنجازاته.
سرد الكاتب عديدا من أوجه الاضطهاد الشرس من قبل حكومة أثينا وبلاد اليونان لكبار الفلاسفة، حيث إنهم كانوا ينظرون إلى الفلسفة على أنها أجنبية المنشأ، فهذا أنسكاجوراس أودعته السلطات السجن ثم نفته وسقراط وتم إعدامه، وبيع أفلاطون فى سوق النخاسة، وقُدم أرسطو للمحاكمة والنفى، وطُرد فيثاغورس، وكل ذلك لأنهم حاولوا إدخال مذاهب أجنبية، متسائلا: «هل نتخيل بعد ذلك أن اليونانيين القدماء تحولوا فجأة وزعموا أنهم أصحاب ذات التعاليم التى اضطهدوها أول الأمر ونبذوها صراحة؟». أجاب الكاتب بأنهم كانوا يعرفون يقينا أنهم يعمدون إلى نهب ما ليس لهم وما لم ينتجوه، حيث توصل من خلال الدراسة إلى أن فلاسفة اليونان لم يكونوا أصحاب الفلسفة اليونانية وإنما أصحابها هم الكهنة المصريون وشراح النصوص المقدسة والرموز السرية.
وأكد الكاتب أن وفاة أرسطو كان علامة على موت الفلسفة بين الإغريق، الذين لم تكن لديهم القدرة الطبيعية على النهوض بهذه العلوم والتقدم بها، وترتب على ذلك حسب رواية التاريخ أن اضطر اليونانيون إلى دراسة علم الأخلاق الذى اقتبسوه بدورهم من مفهوم أو مبدأ الخير الأسمى المصرى. بينما أثبت كتاب «أصل الفلسفة» للدكتور حسن طالب تهافت ما يسمى «المعجزة اليونانية»، مؤكدا من خلال النقد والتفنيد أنها معجزة تفوح منها رائحة التعصب من جانب مؤرخى الفلسفة فى الغرب، الذين يؤكدون أن بلاد اليونان هى أصل الفلسفة والحاضنة لها، وهى المعجزة التى ظلت سائدة دون أن يتخذ أحد منها موقف الشك والتساؤل والنقد والتمحيص.
وأشار إلى أنه حين أتيح للحضارة اليونانية أن تظهر أول عمر أدبى متكامل وهو »الإلياذة والأوديسة«، فٍإنهما كانتا حافلتين بالشواهد الدالة على عمق النفوذ والأثر المصرى فى الحضارة اليونانية الباكرة، حيث تدل على معرفة هوميروس الأكيدة بالحضارة المصرية ومن خلال ذكره اسم مصر صريحا.
كما ذكر التأثير المصرى الواضح فى ملحمة هسيود المعروفة بـ«أنساب الآلهة»، ففكرة أنساب الآلهة وخلق الإنسان من الأفكار المصرية الصميمة التى ابتدعها كهنة أونو، وكذلك «الأعمال والأيام».
وذكر عصر الحكماء السبعة، مثل طاليس وفيثاغورس وديمقرايطس، وغيرهم، فإن الدلائل على استمرارية الاتصال والتأثير المصرى ستتعدد وتزداد جلاء، فقد زار بعض هؤلاء الحكماء السبعة مصر.
ولعل اللقاء الذى دار بين أشهر المشرعين اليونانيين، وهو صولون، وبين الكهنة المصريين حول أحداث العصور يكشف مدى تعمق مصر فى العلم والحكمة، فبعد أن أثبتت المناقشة عجزه عن تتبع ماضى البشرية إلى أبعد من الطوفان الكبير، تلقى صولون توبيخ أحد الكهنة المسنين الذى صقلته التجارب: « صولون أنتم أيها الهيلينيون لستم سوى مجرد أطفال، وما من حكيم بينكم».