حكاية صالون مدام لوسى «للبادكير والمانكير»: «فين أيام زمان»

لوسي داخل المحل

لوسي داخل المحل


تصوير :
محمود الخواص

.smsBoxContainer-v1{
display: block;
text-align: center;
}
#NewsStory .news_SMSBox {

display: inline-block;
height: 50px;
padding: 0 15px;
text-align: center;
overflow: hidden;
border: 1px solid #c5c5c5;
width: auto !important;
margin: 10px auto 0;
background-color: #efefef;
}

.article .news_SMSBox {
margin-top: 45px;
padding: 0 10px;
overflow: hidden;
}

.news_SMSBox > p {
color: #cb0000;
margin-left: 5px;
max-width: 290px;
min-width: 50px;
font-size: 70% !important;
overflow: hidden;
margin: 0;

height: 50px;
line-height: 50px !important;
display: inline-block;
float:right;
}

.news_SMSBox > iframe {
float: none;
width: 275px;
display: inline-block;
height: 49px;
}

اشترك لتصلك أهم الأخبار

«فين أيام زمان قبل الوداع، فين حبيب القلب يا بلدى»، كالعادة اليومية يخرج صوت خافت لداليدا من كاسيت السيارة التى تقودها، فى دربها اليومى من المنزل للعمل، 3 شوارع تفصل بينها فقط «الجمهورية- شريف- قصر النيل»، تصل إلى هُناك فى تمام الـ6 صباحاً، ممر مظلم فى نهايته لوحة مضيئة باسمها كتبت بالفرنسية «lucie pedicure manicure»، وفاترينة مزينة بالورود، تفتحه بنفسها، ويفتتح معه يومها، وذكريات الـ60 سنة الماضية، هنا مركز تجميل مدام لوسى.

تغير كل شىء حول المركز، ولم يتغير هو، وكأنه بقى على حاله هو وصاحبته ليحاكى فترة معينة من الزمن البعيد، عند الدخول إليه تشعر وكأنك سافرت إلى الماضى، تجلس لوسى مع زبائنها المعتادين، جميعهم لهم هيئة أرستقراطية، يتبادلون حديثهم بالفرنسية، ثم تحكى لوسى عن ذكرياتها مع المكان، وتبدأ بالحديث أولاً عن أسطورة الحب «لوسى وجيمى»، وهو زوجها الذى تعرفت عليه فى أحد محال الماركات العالمية، وكانوا «دويتو»، يعمل هو «الباديكير»، وهى «المانكير»، ومن هنا بدأت حكايتهما.

بلكنة عربية «مكسرة»، تقول لوسى: «المحل ده له تاريخ، هو قطعة من روايح زمان اللى لسّه باقية، الحكاية بدأت فى الستينيات، اتعرفت على جيمى وأنا عندى 15 سنة، فى الأول بقينا دويتو فى مكان ما وبنتطلب بالاسم، وبعدين سبناه لما اتجوزنا»، ظل لوسى وجيمى يعملان يومياً بالـ12 ساعة حتى فتحا مكانهما الخاص، أو كما وصفته هى: «بيتنا التانى»، وتكمل: «فضلنا عمر نبنى فى اسمنا لحد ما سابنى من سنة91 وكملت أنا».

أصبح المحل فى تلك الحقبة من أشهر مراكز التجميل فى مصر، يتردد عليه الأجانب، والمشاهير، وعلى رأسهم نجيب محفوظ، ومحمد حسنين هيكل، تقول لوسى: «حبيبى كان ييجى هنا كل 15 يوم أعمله باديكير، وغيره كتير»، تتحدث لوسى وهى تعمل باديكير بحرفية لرجل ثمانينى، زبون دائم لها من 60 سنة، يتذكر هو أيضاً معها الذكريات، وتحنو على يده كلما ذكرها بشىء، وتكمل: «أنا عارفة كل زباينى اللى عايشين واللى ماتوا، ومحدش بيجيلى جديد يا زباينى يا أولادهم، والفرنسيين اللى باقيين هنا».

«بيت وعيلة واحدة»، هكذا وصفت لوسى زبائنها والعاملين معها، فمع دخول المحل، يستقبلك «الفراش» بابتسامة، ثم مدام فوزية المسؤولة عن الحسابات، ثم باقى العاملين أقلهم مدة يعمل فى المكان من 35 عاما.

Leave a Reply