فضل قيام الليل له قيمة كبيرة فهو شرف المسلم، ولحظات رائعة يمكن للعبد أن يتقرب لله فيها وتكون سبب في ربط الصلة برب العالمين ،وهناك دلالة من القرآن الكريم تؤكد ذلك في قول الله تعالى في كتابه العزيز يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ. قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا. نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا. إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا. إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلًا صدق الله العظيم ، وهذا أمر من الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقيام الله، وهو بذلك أمر على كل مسلم، ومع فضل قيام الليل سوف يكون لنا اطلالة رائعة مع الشيخ صالح بن عواد المغامسي وهو الداعية الإسلامي الذي ولد بقرية خيف الحزامي بوادي الصفراء بمحافظة بدر وهو وهو امام وخطيب مسجد قباء، تعالوا بنا نحصد الفضل الكريم ونتعلم سويا فضل قيام الليل خلال السطور التالية .
فضل صلاة قيام الليل
العبرة كل العبرة بما تنفرد به بينك وبين ربك، هذا الذي يجعلك تبعد عن المعصية ويقبل على الطاعة، ظلمة ليل لا يراك فيها إلا الذي لا يخفى عليه كل شيء، فالذي تريد منه الثواب هو الله و الذي تخشاه حقا هو الله، فإذا لقيت الله أكرمك الله جل و علا أن أظهره لك، و الله إن وجد على الأرض من تعلم انك لو صنعت له معروفا ثم احتجت إليه لأعطاك و لو كان عاجزا، يستدين حتى يرد لك معروفا و لله المثل الأعلى، فكيف بالتجارة و التعامل مع رب العالمين و الله لو أعطاك كل ما تتمنى لا ينقص شيء مما في يده سبحانه و تعالى، و مع ذلك أعلم أن الله غني عنك و عن طاعتك و أنت كلك فقير إلى الله جل و علا.
“ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه” قم الليل يقول الله هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه، و أملأ قلبك فرحا أنك تقرأها و أنت عابد قابض بيمناك على يسراك تناجي ربك، و تقرأ كلامه العظيم جل جلاله هذا مما يعينك على أن يخشع قلبك وفي القرآن آيات عظيمة يثني الله فيها على نفسه، و لا يوجد شيء يجعل القلب رقيق أعظم من أن يقرأ الإنسان الآيات التي يصف الله فيها نفسه، فيوجد الكثير من الآيات التي يخشع لها قلبك و تذرف لها عيناك و يرجف لها فؤادك و تكون ممن قال الله فيهم” إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم و إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا” هذا خير لك من أن تسمع لزيد وعمرو وإن كان السماع للقراء و الشيوخ لخير عظيم لكن هذا أفضل.
صفة قيام الليل
النبي عليه الصلاة والسلام هو الأسوة و القدوة، و قد نقلت أمهات المؤمنين والصحابة كيفية قيامه منها أنه أحيانا كان يصلي قبل أن ينام، بمعني أنه قل ما ينام إلا أن يصلي ركعتين أو أربعة هذا في أول الليل، لكن الوتر انتهى وتره إلى قبل صلاة الفجر، ثم يبعثه الله إلى أن يشاء بمعنى ينام ما يشاء فتارة نقل أنه كان يصلي مثنى مثنى، و نقل عنه أيضا أنه عليه الصلاة و السلام أوتر بتسع بمعنى أنه صلى ثمان سردا بتسليمة واحدة ثم يجلس في الثامنة ثم يقوم ثم يصلي التاسعة، فتصبح الثامنة والتاسعة مثل الركعتين الأخيرتين من صلاة المغرب.
دعاء قيام الليل
من هديه عليه الصلاة و السلام في العبادات الاستفتاح، وقد ورد عنه فيها أذكار عدة نذكر منها اثنين لعل المؤمن والمؤمنة ينتفعون بها، الأول أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، سئلت كيف كان النبي يستفتح صلاة الليل فقالت لمن سألها ما سألني عنه أحد قبلك، قال العلماء هذا تسديد لمقاله وتحسين لسؤاله و إخبار عن غفلة الناس عن حاله، قالت ان الرسول إذا قام من الليل كبر عشرا و حمد الله عشرا ويسبح عشرا، وهلل عشرا واستغفر عشرا و قال اللهم اغفر لي واهدني وعافني وارزقني، وتعوذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة ثم يقرأ الفاتحة و يكمل صلاته عليه السلام.
الثانية كذلك عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، أن الرسول عليه السلام كان يستفتح صلاته من الليل يقول اللهم رب جبرائيل وإسرافيل وميكائيل، عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم، ولو استفتحت بالدعاء المشهور سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، فكل ذلك حسن ورويت آثار أخرى في استفتاحقيام الليل هذا كله في صلاته، صلوات الله عليه و سلامه على أوجه عدة وأدرب شتى قد بيناها إجماعا.