طب عين شمس: 40% من المراهقين معرضون للانتحار

الغضب وفقدان الشهية - صورة أرشيفية

الغضب وفقدان الشهية – صورة أرشيفية


تصوير :
آخرون

أوصى مؤتمر «التحرر من اضطرابات الغذاء النفسية» الذي نظمه مركز الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس بإعلان مرضى اضطرابات الغذاء النفسية فئة غير مهمشة، ووجود عيادات لعلاج المرض بالمؤسسات الطبية المختلفة على غرار تلك الموجودة بمركز الطب النفسي، تبني حملات توعية قوية للآباء بخطورة اضطرابات الغذاء النفسية.

من جانبه أكد الدكتور هشام رامي الأمين العام للصحة النفسية وعلاج الإدمان بوزارة الصحة وجود فجوة كبيرة بين المرض وأماكن العلاج خاصة أن نسبة انتشار المرض في الإناث بالنسبة للذكور هي 4:1%، كما ان نسبة التردد على عيادات اضطرابات الغذاء النفسية عالية جداً.

من جانبها أوضحت الدكتورة هبة العيسوي مدير عيادة اضطرابات الغذاء النفسية ومنسق عام المؤتمر أن المؤتمر يهدف إلى رفع الوعي بالمرض وإلقاء الضوء على فئة مهمشة هم مرضى اضطرابات الغذاء النفسية، مشيرة إلى أن هذه الاضطرابات ليست مرضاً واحداً وإنما هي عدة أمراض وفقاً للقاموس الأمريكي للطب النفسي وتشمل أمراض فقدان الشهية العصبي، النهم العصبي، والشرهة العصبية وهي أمراض نفسية مسكوت عنها رغم انتشارها بنسبة كبيرة جداً.

وعددت العيسوي أنواع اضطرابات الغذاء النفسية فالنوع الأول هو مرض فقدان الشهية العصبي وهو مرتبط برغبة الكثير من الناس في فقدان الوزن فيقومون باتباع نظمة ريجيم لا تتوقف خاصة في البنات من سن 10 إلى 20 سنة وغالباً ما يكونون على قدر كبير من النجاح والتفوق، إلى أن يبدأن في الإصابة بفقدان في الوعي وانيميا شديدة وانخفاض في المستوى الدراسي بسبب عدم قدرتهم على التركيز،أما النوع الثاني فهو مرض الشرهة العصبية وهنا يقوم المريض بتناول الطعام بشكل شره جدا ثم يحاول التقيؤ أو استخدام الملينات ومدرات البول لتساعده على فقدان الوزن، وفي هذه الحالة المريض لايمارس حياته بشكل طبيعي خوفاً من ظهور مشكلته فيلجاً للعزلة حيث لا يستطيع ان يتناول الطعام أمام الآخرين، وأما النوع الثالث وهو أكثر أمراض إضطرابات الغذاء انتشاراً فهو مرض النهم العصبي وهنا يأكل المريض رغم عدم شعوره بالجوع، أو أن يأكل المريض بشكل شره نتيجة وقوعه تحت ضغط نفسي جدا مما يصيبه بالبدانه وبالتالي يحاول انقاص وزنه فيلجأ إلى أنظمة ريجيم غير فعالة نظراً لاستمرار المشكلة الأساسية النفسية.

وأضافت أن المؤتمر يركز على مرض فقدان الشهية العصبي بشكل خاص لأنه من أصعب الأمراض النفسية في التعامل معها وقد يؤدي إلى الوفاة حيث يمتنع المريض عن الأكل والشرب لفترة طويلة نتيجة إحساسه بالبدانة رغم نحافته الواضحة في الحقيقة، وتظهر صعوبة التعامل مع المريض في احتياجه لوجود إخصائي نفسي، أطباء أمراض نفسية، باطنة، تغذية علاجية، طب طبيعي، ورعاية مركزة، وإيماناً بخطورة اضطرابات الغذاء النفسية تم إنشاء أول عيادة في الشرق الأوسط بها فريق علاجي متكامل.

فيما قالت الدكتورة سهير الغنيمي نائب مدير مركز الطب النفسي عن الإنتحار بين مرضى اضطرابات الغذاء النفسية، أكدت فيها أن نسبة محاولات الإنتحار لدى هؤلاء المرضى غير قليلة وبالتالي يجب توعية المجتمع بالمرض، مشيرة إلى أن العلاج يعتمد في الأساس على العلاج السلوكي لأنها طريقة للتكيف مع المجتمع الخارجي وهو يختلف من مريض لآخر وفقاً لحالة المريض والعوامل المحيطة به، ولكن في بعض الأحيان نضطر إلى اللجوء للعلاج الدوائي ومضادات الاكتئاب.

ونوهت إلى أن 40% من المراهقين معرضين للإصابة باضطرابات الغذاء النفسية، و20% منهم معرضون للانتحار حيث إن نسبة محاولات الانتحار بين مرضى الشرهة العصبية أكبر من الأمراض الأخرى، بينما نسبة نجاح محاولات الإنتحار فعلياً بين مرضى فقدان الشهية العصبي أكبر.

وشددت على أنه يجب أن يعلم مرضى اضطرابات الغذاء النفسية أن هناك من يستطيع المساعدة في حل مشكلاتهم وإخراجهم من الصراع النفسي الذي يعيشونه، مطالبة الآباء بملاحظة أبنائهم وملاحظة أى تغيرات سلوكية قد تطرأ عليهم مثل فقدان الوزن بشكل كبير في وقت قصير، ممارسة إحدى الرياضات العنيفة، أو دخول دورة المياه بعد تناول الطعام مباشرة، ونصحتهم بطلب العلاج مبكراً وعدم الانتظار حتى يتفاقم الأمر.

Leave a Reply