الخميس الماضى، كتبت في الصفحة الأخيرة انطباعاتى الأولى عن معرض طوكيو بعد قضاء ساعات قليلة فيه، وبعد قضاء يومين في المدينة المتقدمة. المعرض هذا العام لم يبتعد أبدا عن التوقعات. معرض يحتفظ بالصفة الدولية ولكنه محلى بامتياز. الكلمة فيه لأصحاب الدار، وهى الشركات اليابانية بالتأكيد. الألمان سجلوا حضور قوى، لم يقدموا أي جديد ولكن على الأقل عرضوا النماذج التجريبية التي شهدها معرض فرانكفورت، كعرض أسيوى أول. مرسيدس وپورشه وفولكس ڤاجن بفروعها وBMW، حضورهم كان قوى جدا. الشركات الفرنسية كان أداؤها متواضع جدا، بخلاف رينو والسبب يرجع بالطبع للتحالف مع نيسان. ستروين وبيچو وDS ظهوروا بمظهر مقبول ولكن لا يمكننى وصفه من قريب أو بعيد بالقوى. ڤولڤو وهارلى ديڤيدسون كانا هناك أيضا، سيارات الشركة السويدية والدراجات الأمريكية كانت معروضه في مساحة متواضعة بين قاعات المعرض. بس كده، ده بالنسبة للأجانب في معرض طوكيو.
أصحاب الدار بقى كانت حكايتهم تانية خالص. هيمنوا بالطبع على المعرض، للأسباب التي تحدثت عنها الخميس الماضى، والتى تتعلق بطبيعة السوق اليابانية المغلقة. ولكن خلونى أرجع بسرعة لبداية الكلام، كتبت أن المعرض لم يبتعد أبدا عن التوقعات! والتوقعات ليست فقط أنه معرض محلى بامتياز في ثوب دولى، ولكن عن هوية معرض طوكيو الأصلية! معرض طوكيو هو المكان الوحيد في العالم الذي تشاهد فيه «الغرائب والعجائب» أمام عينيك مجسدة في نماذج تجريبية! أشكال غريبة وألوان عجيبة ومواصفات خيالية، وفكر مستقبلى أو فضائى وراء كل سيارة تجريبية معروضة!
هذا ما تتوقعه أساسا من طوكيو، والسنة دى زى كل دورة من دورات المعرض هذه النماذج العجيبة كانت موجودة عند اليابانيين! لمسة الخيال أو الغرابة التي نشير لها بمصطلح كوكب اليابان، المعرض هذا العام لم يتخلى أبدا عن تقاليده في تقديم هذه النماذج. ولكن هناك بعض الملاحظات حول أداء الشركات اليابانية بشكل عام. لأنه من الواضح أن هناك انقسام، مجموعة قوية جدا، ومجموعة مقبولة الأداء بشكل عام، ولكن لا يمكن وصف أداؤهم بالقوى.
وهو ما لا تخطئه عينك أبدا داخل الأجنحة اليابانية العملاقة، الأقوياء هم نيسان وتويوتا ولكزس وهوندا ومازدا، وأصحاب الأداء المقبول هم سوبارو وسوزوكى وايسوزو. الأسماء القوية في الدراجات النارية كانت موجوده بالطبع ولكنها لم تقدم جديد يذكر.
في الدورة رقم ٤٥ للمعرض اليابانى الكبير، أعداد السيارات التي يتم عرضها للمرة الأولى كانت محدودة إلى حد كبير. وهذا يشمل السيارات التسويقية والنماذج التجربية. كما كتبت، الأجانب لم يقدموا أي جديد، والشركات المحلية ركزت كعادتها على النماذج التجربية الغريبة ولكن عدم قدرتها على الخروج بكم كبير من هذه النماذج كان واضحا.
في المقابل، فإن في كل جناح من أجنحة الشركات اليابانية كان هناك اتجاه واضح جدا للشركة. على الأقل لدى الشركات الكبرى. نيسان مثلا ظهر في جناحها الالتزام بالسيارات الكهربائية، وليس المحركات الهجينة. هذا بخلاف إعلانها رسميا عن مشاركتها في فورميولا e، وهى بشكل أو بأخر تعتبر النسخة الكهربائية من الفورميولا-١. كما أجرت تجربتها لسيارة ذاتية القيادة بالكامل على هامش فعاليات المعرض.
وبالنسبة لى فقد اختبرت الجيل الثانى من نيسان Leaf في مدينة «يوكوهاما»، وسوف اتحدث عّن هذه التجربة لاحقا بالتفصيل. تويوتا وضعت المحركات الهجينة في خطتها المستقبلية، ولَم تكتفى بالمحركات الكهربائية فقط. هوندا أكدت عودتها لفئة السيارات الرياضية صغيرة الحجم بشكل يتناسب مع مستقبل الصناعة، ومازدا أيضا ركزت على الشخصية الرياضية من خلال نماذجها التجريبية. وأخيرا لكزس وضحت التزامها الكامل بالفخامة مع تطوير الأداء بما يتناسب أيضا مع المستقبل. في الصفحات التالية تقرأون التغطية الكاملة لأهم الطرازات التي تم تقديمها في معرض طوكيو.