اختراق في مجال الطب – أول مضاد حيوي باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي.
اختراق في مجال الطب – أول مضاد حيوي باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي.
يستمر الذكاء الاصطناعي في إثارة إعجابنا في مختلف المجالات. وآخر هذه المجالات هو ابتكاره لمضاد حيوي جديد يمكن أن يقضي على البكتيريا المقاومة، فكيف حدث ذلك؟
أشارت دراسة نشرت مؤخراً في مجلة “طبيعة الكيمياء الحيوية” إلى تطوير مضاد حيوي جديد باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، قادر على القضاء على عدوى بكتيرية مميتة ومقاومة للأدوية.
كشفت نتائج هذه الدراسة عن مضاد حيوي جديد يُدعى “أباوسين” (Abaucin) يستطيع قتل نوع من البكتيريا المقاومة المعروفة بـ “الراكدة البومانية” (Acinetobacter baumannii)، وهي نوع خطير من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية التي يمكن أن تسبب العدوى في الجروح والتهاب الرئة، وتتواجد عادة في المستشفيات.
أوضح الباحثون أنه تم الاستعانة بتقنية الذكاء الاصطناعي بعد تدريبها أولاً لتقييم فعالية المركبات في تثبيط نمو البكتيريا، ثم تم إدخال بيانات 6680 مركبًا جديدًا. نجح برنامج الذكاء الاصطناعي في استبعاد آلاف المركبات واختيار عدد محدود منها ذات فعالية مرجحة. والمدهش أن الذكاء الاصطناعي استغرق أقل من ساعتين فقط لانتقاء هذه المركبات، وهو وقت ضئيل جدًا مقارنة بما يحتاجه الباحثون لإجراء هذه العملية.
بعد ذلك، اختار الباحثون 240 مركبًا من بين ما اختاره الذكاء الاصطناعي لاختبارها عمليًا، وأظهرت النتائج فعالية 9 منها. كان “الأباوسين” هو الأكثر فعالية وقوة في القضاء على بكتيريا الراكدة البومانية في الجروح عند اختباره على فئران مصابة بها.
بالإضافة إلى هذه النتائج الواعدة، لوحظ أن المضاد الحيوي الذي ابتكره الذكاء الاصطناعي استطاع القضاء على هذه البكتيريا المميتة دون المساس بالبكتيريا النافعة في الجسم، على عكس ما تفعله المضادات الحيوية الأخرى، وهو ما يشير إلى أن دقة “الأباوسين” قد تحول دون تطوير مقاومة ضده، وقد تكون أقل آثارًا جانبية.
أشار الباحثون في هذه الدراسة إلى أن الخطوة التالية هي بدء اختبار المضاد الحيوي “أباوسين” على نطاق واسع، وكذلك إجراء التجارب السريرية، ويتوقع أن يكون الدواء متاحًا للمرضى عام 2030.
يعد هذا الابتكار خطوة قد تشكل ثورة في عالم الطب والعلوم، وربما سيساعد ذلك في اكتشاف مضادات حيوية أخرى تقضي على البكتيريا المقاومة وتنقذ أرواح الكثيرين.
